( نقض شبهات الوهابية الحشـــوية )
الشبهة الأولى : < إبليس عند الإباضية مؤمن و كذلك فرعون >
الشبهة الثانية : < يجعلون الكافر تحت المشيئة إن شاء عذبه و إن شاء لم يعذبه >
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه ومن اقتفى أثرهم إلى يوم الدين ، وبعد !
مما يندى له الجبين خجلاً ما يقول به الحشوية من تلبيسات وتدليسات على أهل الحق رفع الله قدرهم وأبلج حجتهم من تزويرٍ للحقائق وتقليباً للصواب بما يتناسب أهواؤهم ويتوافق مع أساطيرهم وأكاذيبهم نصرة لمذهبهم كما عهد منهم ، ونحن لا نتعجب أن يقوم الحشوية بالكذب فهو طباع معهم كما يقول السبكي : " وفى المبتدعة لا سيما المجسمة زيادة لا توجد فى غيرهم وهو أنهم يرون الكذب لنصرة مذهبهم والشهادة على من يخالفهم فى العقيدة بما يسوءه فى نفسه وماله بالكذب تأييدا لاعتقادهم ويزداد حنقهم وتقربهم إلى الله بالكذب عليه بمقدار زيادته فى النيل منهم فهؤلاء لا يحل لمسلم أن يعتبر كلامهم ) (انظر طبقات الشافعية الكبرى جــ2 صــ16) .
وإنما العجب العجاب من من هؤلاء الأغمار أن يكذب الرجل منهم ثم يصدق كذبته ، وينشر كذبته بين أتباعه فيقومون بالترويج لها والاستماتة في المجاهرة والتصريح بها، في مواقعهم ومنتدياتهم ، فلا أعرف هل هذا عقاب معجلّ لهم أم أن الطبع غلاب أم أن الجنون فنون ؟! ولله الشكوى من هذه الوصمة القبيحة .
الشبهة الأولى : < إبليس عند الإباضية مؤمن و كذلك فرعون >
( هنا نص شبهة الوهابية )
إبليس عند الإباضية مؤمن و كذلك فرعون و ملأه قول الإباضية في تعريفهم للإيمان :
( الإيمان هو التصديق بالقلب حيث صرح القرآن بإضافة الإيمان إلى القلب ........ فإذا حقق العبد الإيمان في قلبه و أرساه في نفسه إنتقل إلى درجة أعلى مما كان فيه و هي درجة الظن بمعنى اليقين .. ) منهج الطالبين و بلاغ الراغيبين في أصول العقائد الإسلامية 1/69
فانظر رحمك الله إلى مدى تخبط الإباضية في تحديد تعريف الإيمان الذي يترتب عليه إثبات الحكم لصاحبه أو نفيه و على تعريف الإباضية الإيمان هو التصديق فإبليس مؤمن و فرعون مؤمن و لا يوجد كفر على وجه الأرض أصلا بل جعل الإباضية من تيقن قلبه فقد بلغ أعلى المراتب وقد وصف الله حال الكفار بقوله : { و جحدوا بها و استيقنتها أنفسهم .. } الأية فما أسخف عقولهم هؤلاء الإباضية من صدق قلبه مؤمن عندهم !!
و نسألهم فنقول : إبليس أبا الجن اللعين و قوم نوح و قوم إبراهيم و قوم لوط و أصحاب الأيكة و قوم تبع و فرعون و ملأه و النصارى و اليهود و كفار العرب و جميع المشركين هل كان فيهم منكر للخالق الرب الرحيم مكون الأكون فليبشروا ما فيهم من كافر هم عند الإباضية كاملوا الإيمان .. فالتعريف الصحيح للإيمان هو : الإيمان قول و فعل و إعتقاد يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية...و على هذا دلّ القرآن الكريم و سنة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم. ( هنا انتهى كلام الوهابي ) .
( نقض الشبهة وبيان كذب المفتري )
الحقيقة أن الحشوي الوهابي هذا ، قام بالاستشهاد من كتاب منهج الطالبين وبلاغ الراغبين للعلامة الشقصي رحمه الله تعالى كما هو ظاهر في بداية شبهته التي انطلق منها ، العجب أن الحشوي إحتج بجملتين من الصفحة رقم ( 566) ثم أكمل بقية الكلام من الصفحة رقم ( 569) ، على أنه ترك كل هذه الصفحات حتى يعمل على طبخ شبهة يتراقص عليها هو وأتباعه للطعن في السادة الإباضية بهذه الحيلة الوضيعة الضعيفة ولكن سأضع للقارئ الكرم الصفحات ليرى بنفسه هل تعريف العلامة الشقصي للإيمان كما يزعم الوهابي وهل نتيجته أن إبليس وفرعون مؤمنين ؟!
صورة غلاف الكتاب :
شاهد رقم الصفحة وشاهد الجزء الذي ابتدأ الحشوي في نقله وانظر ماذا ترك!
شاهد تكملة التعريف للإيمان ومقاماته مع العلامة الشقصي والذي بتره الحشوي !
➸
هنا الكلام الذي تتم الحشوي به كذبته في الصفحة رقم (569) فانظر للكذب !
الخلاصة : لعلك يا أخي الكريم شاهدت كيف قام الحشوي ببتر النصوص ولي أعناق الكلام ليعمل على تصميم شبهة تالفة يدندن عليها هو وأتباعه ، وإلا فالشيخ ذكر تعريف الإيمان وذكر مقاماته الثلاث كما هو ظاهر لكم في الصفحات ، فعلام هذا الكذب ؟!
ثم يقول الحشوي : الإيمان قول و فعل و إعتقاد يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية...و على هذا دلّ القرآن الكريم و سنة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم أ.هــ
قلت : الإيمان يزيد بالطاعة فنعم ولكنه ينهدم بالمعصية ، فلا يوجد لديكم لا من كتاب الله ولا من سنة رسول الله على أن الإيمان ينقص مطلقا ، فالايمان يزيد بالطاعة نعم ولكن المعصية التي أصلها إعراض عن الآية لا نتقص الإيمان وإنما تزيد الرجس والظلم سوءا كان ظلما للنفس أو الغير والآيات بينة لا تحتاج لمزيد إيضاح يقول الله تعالى : { وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُون * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ } ، فالاية ان وقعت في قلب أعرض عنها ولم يتبعها فتزيده رجسا وليس تنقص ايمانه ، مثال رجل اعرض عن الآية التي تنهى عن الغيبة هذا لا نقول سينقص إيمانه وإنما سيزيد رجس الى رجسه رجس الإعراض عن الاية ورجس فعل المعصية إلا إن تاب وأناب فعندها سيجدد له الإيمان ولن يبخس شيئا..
زيادة الايمان باتباع القرآن : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }وزيادة الخسران لمن ظلم نفسه : { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا } والظلم هو المعصية ومصداق ذلك قول أبينا ادم عندما أكل من الشجرة { ربنا ظلمنا أنفسنا } .
فلو كان كما يقول البعض إن الايمان ينقص بالمعصية ولا ينهدم فلن يكون ذلك إلا مسوغا معقولا لفعل ما لا يرضاه الله لإن مقارنة عدد الحسنات مع السيئات دائما يكون لصالح الحسنات فهي تضاعف والسيئات لا تضاعف ... انتهى النقض .
___________________________________________________
نقض الشبهة الثانية :
< يجعلون الكافر تحت المشيئة إن شاء عذبه و إن شاء لم يعذبه >
( هنا نص شبهة الوهابية )
الإباضية يجعلون الكافر تحت المشيئة إن شاء عذبه و إن شاء لم يعذبه يقول الإباضية في عذاب القبر : ( إن الخلق جميعا في مشيئة الله يفعل بهم ما يشاء ... فإن شاء عذب في الدنيا و إن شاء عذب في القبر و إن شاء عذب في الآخرة .... ) منهج الطالبين و بلاغ الراغيبين في أصول العقائد الإسلامية و تمت مراجعة الكتاب من قبل لجنة برئاسة الخليلي 1/66
انظر أخي المسلم إلى هذا التلاعب في دين الله .. فالله تعالى قد حكم بعذاب الكفار في الآخرة و لم يجعلهم تحت المشيئة فقال عز و جل :{ إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء } و قال النبي صلى الله عليه و سلم : « القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران » فهل الكافر يحكم له بأنه تحت المشيئة في قبره و الرسول صلى الله عليه و سلم يقول إما حفرة و إما روضة ؟؟ ( انتهت الشبهة ) .
( نقض الشبهة وبيان كذب المفتري )
الرد على هذه الشبهة أن الحشوي اقتتطع كلام الشيخ وقام بصياغته حسب فهمه ، فالحشوي يطلق كلمة ( الكفر) باعتبارها فسم واحد أو نوع واحد وهو الكفر المخرج الملة ، وهذا خطأ سوف تنتبه له من خلال عرض المصدر الذي نقل منه الحشوي !
حيث يقول الحشوي : انظر أخي المسلم إلى هذا التلاعب في دين الله .. فالله تعالى قد حكم بعذاب الكفار في الآخرة و لم يجعلهم تحت المشيئة أ.هــ.
نقول لك : أن الشيخ قال وعذاب الآخرة لا شك فيه لمن مات غير مؤمن ، ولكنك بترت الكلام تعمدا .
فالحالصل :أن الشيخ يصرح بعقيدته في ذلك وأما مسألة عذاب القبر فليست من مسائل الدين ولا يقطع عذر أو يفسق من خالف فيها لدلالة الأدلة عليها دلالة ظنية ، فالصواب أن كلام الشيخ ( واختلف الناس في عذاب القبر اختلافا كثيرا ) وقع أيضا مع أهل السنة والجماعة وهذا ما صرح به الشيخ ابن العثيمين حيث يقول ما نصه :
انتهى النقض ولله الحمد والمنة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق