الأربعاء، 14 ديسمبر 2016

✏ احتفلوا بالمولـــــــد النبوي الشريف ✏
🖊وبيوم الإســــــراء والمعـــراج🖊
وهذا ردا على شبهات الوهابيــــــــة .

( أنصــــــــــار الحـــق )
بسم الله الرحمن الرحيم  وبعد الحمد لله رب العالمين ، أقول والله المعين  : 
 اعلم يا أخ العرب والإسلام : بأن الحشوية الوهابية تكثر نشاطتهم البدعية في التهجم على عبادات المسلمين والنكران عليهم لاسيما المولد النبوي ويوم الإسراء والمعراج ، وطالما نحن في مقربة وموعد مع يوم الإسراء والمعراج والاحتفال فيه مع كل فـــرق الأمة عدا الوهابية فالواجب علينا أن نزيل المبهم لما يرددونه ويلقونه بين العامة على أنهم على المنهج القويم ، وأكثر ما يدنــــدن فيه الوهابية عدة تساؤلات ومنها :
  • هل النبي والصحابة كانوا يحتفلون بهذه المناسبات ؟!
  • والاحتفال بالمولد النبوي والإسراء والمعراج بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار !

وحيث أن الوهابية الحشوية يرون المسلمين بأنهم ضلال ويرمونهم بالمبتدعة ، نرد على ترهاتهم فنقول :

أولا : وأما قولكم بأن النبي لم يفعله ولا الصحابة فلا يعني بذلك التحريم والقــــــاعدة تنص ( الترك لا يعني المنع، فالترك لا يفيد تحريم الشيء) ، فالترك وحده أن لم يصحبه نص على أن المتروك محظور ومحرم لا يكون بذلك حجــــة في المنع والتحريم ولذلك وافقنا ابن حزم الظاهري في محلاه لقوله:
 ( وأما حديث علي بن أبي طالب فلا حجة فيه أصلا ; لأنه ليس فيه إلا إخباره رضي الله عنه بما علم ; من أنه لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاهما ، وهو الصادق في قوله ، وليس في هذا نهي عنهما ، ولا كراهة لهما ; وما صام عليه السلام قط شهرا كاملا غير رمضان ; وليس هذا بموجب كراهية صوم [ شهر كامل تطوعا ] .(**)
 وهذا قاصمة للحشوية بأن الترك لا يفيد الكراهة فضلا عن التحريم.


< مناقشــــة أدلـــــة القاعـــــدة >
١_ أن التحريم لا بد فيه من أمور :
 * لفظ التحريم ، وإما النهي ، وإما ذم الفعل ،أو التوعد عليه بالعقاب ، أو دخوله تحت قاعدة تقتضي تحريمه.
٢_ قوله تعالى ( وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) ، قالوا وما نهاكــم عنه ولم يقل ما تركه فانتهوا ، فالترك لا يفيد التحريم يا حشوية .

٣_ قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما نهيتكم عنه ، فاجتنبوه ، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم ، فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم . رواه البخاري ومسلم
ولم يقل ما تركته < فاجتنبوه > فدل أن الترك لا يعني التحريم.
٤_ لم يذكر الأئمة الأصولين أن الترك كدليل على التحريم ومن يخالفنا فليضع أصبعه للدليل ونتحاكم عليه بالبينات الجليات الواضحات والله المعين.

٥_ ألطف ما أقول أن الترك يحتمل أنواع غير التحريم والقاعدة تقول ( أن ما دخله الاحتمال سقط به الاستدلال.

وأما قولكم ما دليلنا على إثبات ذلك من الكتاب والسنة فنقــول:
أولا: قوله تعالى حكاية عن عيسى ( والسلام علي يوم ولدت) أفلا يكون نبينا أولى بالسلام يوم مولده.
ثانيا : قصة عتق أبي لهب لثويبة الأسلمية فرحا بمولد النبي كما ذكــــــــر ابن كثير
 وذكر السهيلي وغيره‏:‏ أن الرائي له هو أخوه العباس، وكان ذلك بعد سنة من وفاة أبي لهب بعد وقعة بدر، وفيه‏:‏ أن أبا لهب قال للعباس‏:‏ إنه ليخفف عليَّ في مثل يوم الاثنين‏.‏
قالوا‏:‏ لأنه لما بشرته ثويبة بالبدعة بميلاد ابن أخيه محمد بن عبد الله أعتقها من ساعته، فجوزي بذلك لذلك‏ . (***)
ثالثا: المولد ليس عبادة توقيفية وإنما قربة مباحة.

 وأما قولكم عن البدعة بأنها ضلالة ، فأقول هذا من جهلكم بالكلام والأحكام والتسرع في رمي خلائق الله وما أكثر بدعكم لو عقلتم .

فالحشوية تزعُم جهلاً أن البدعة لا تكون سوى ضلالة وكل ضلالة في النار وعلى هذا المقياس اتخذت الحشوية هذا الأمر ملسكاً لتٌبدّع خلائق الله والفرق، ولـولا اغتـــــــرار العـــامة بهم لما أهدرنا من الوقت في شأنهم فكما قال عنهم العفاني في زهر البساتين ما نصه : " إنهم يجمدون على العبارات في كتب الفقه يذيبــــــون فيها أدمغتــــــهم ليفهموهـــــــا ويستنبطوا منها منطوقاً ومفهوماً ويضيعون أوقاتهم بما لا يفيد الأمة شيئا مذكورا .." أ.هـ (1)
ولست هاهنا في مقام أن أبين وزن هــؤلاء القوم في أمـــة الصلاة وإلا لطال بنا المقال وحفظ المقال دونهم أنظف ، فالحق أن تعريف البدعة ما ذكره الحافظ ابن الأثير في النهايــــة حيث يقول : 
"البدعة بدعتان : بدعة هدى ، وبدعة ضلال ، فمن كـــــــان في خـــــلاف ما أمرالله به ورسوله فهو في حيز الذم والإنكار.."أ.هـ (2) وذكر كلاما شارحا لذلك فمن أراد الاستزادة فليعد لما قاله ، وعلى كل فإن المستفـــــاد من كلام ابن الأثير أن البدعة نوعان : 
 أولاً: بدعـة هدى : وهي ما أخبر عنها النبي الأكرم بقوله ( من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من أجورهم في شيء )(3) فالنبي صلى الله عليه وسلم أطلق هنا على البدعة (بالسنة الحسنة ) فالحاصل هذه البدعة بدعة هدى وهي بدعة حسنة .
ثانياً: بدعــة ضلال:  وهي التي وصفها النبي بقوله ( ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعمل بها بعده كتب عليه مثل وزر من عمل بها ولا ينقص من أوزارهم شيء) (4).
فتحتمل السنة السيئة في الحديث على بدعة الضلالة فلتفهم الحشوية الوهابية ذلك .

 الأمر الآخر يخصص حديث كل بدعة ضلالة بالسنة السيئة وذلك جمعا بين الأحاديث وهذا ما فهمه الرعيل الأول من الصحابة وأنهم قهموا أن البدعة منقسمة لقسمين حسنة وسيئة ولهم في ذلك أمور فعلوها سوف نذكرها في محلها من المقال .

وهذا موافق لما قاله النووي : كل بدعة ضلالة هذا عام مخصوص والمراد غالب البدع (55) ، وذكر ذلك أيضا عند شرحه صحيح مسلم وأكد كلامه قائلا : " من سن في الإســــلام سنة حسنـــة .... الحديث" ، فقال فيه الحث على الابتداء بالخيرات وسن السنن الحسنات ...وفي هذا الحديث تخصيص قوله " كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة " وأن المراد بالمحدثات الباطلة والبدع المذمومة " أ.هــ 

وقال ابن رجب الحنبلي في شرحــــه لقول النبي الأكرم  " وإياكــــم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلاله " والمـــراد بالبدعة ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه ،وأما ما كان له أصـــــل من الشرع يدل عليه فليس ببدعة شرعا وإن كان بدعة لغة "أ.هـ (6)

 نقــول يا معاشر الوهابية : أن محمداً أفصح العرب فقد أوتي جوامع الكلم فلــــــــــــو كانــــــــــت كـــــــل بدعــــــة في النــــــــــــــــار كمـــــــــــا تزعمون دون تفـــــــــــريق بين سئيـــــــــــــة وحسنــــــــــــة ، لقـــــــــال كل بدعــــــــة في النـار ، ولم يقيدهــــا بالضلالة ، وهذه قاصمة على ظهوركم .


وأقسام البدعة خمسة أقسام " واجبة ومنــــدوبة ، ومحــــــرمة ومكروهة ومباحة " (7)وهذه نماذج من البدع الحسنة أحدثها الصحابة بعد وفاة النبي الأكرم ومنها :
1- عمل الفاروق رضي الله عنه على جمع الناس في التراويح .
2- جمع القرآن في عهد سيدنا أبي بكر الصديق بإشارة من عمر كما هو المشهور.
3- زيادة الخليفة عثمان بن عفــــــان الأذان الثاني في  يوم الجمعة.
فدونكم الصحابة يا معاشر الحشوية قــــــولوا أنهم ضلال مبتدعة وهم في النار معكم ، فقبح الله الجنون إن تــوالد من الجهل والجهلة.

قال الشافعي البدعة : بدعة محمودة وبدعـــــــة مذمومة ، فما وافق السنة فهو محمود وما خالف السنة فهو مذموم "أ.هـ (8)
أقول بدعتان لأن الوهابية في تخبط فبعضهم من يرى أقسام البدعة لبدعة هدى وبدعة ضلالة ويحتج بكلام ابن الأثير ، ومنهم الألباني كما في فتاوى الشيخ الألباني ومقارنتها بفتاوى العلماء (9).
فمن تأمل حال القوم يدرك تماما أنهم ليسوا على شيء فهم متخبطون في الغواية والجهالة ولا عبرة بكثرة الثرثرة فالحال معهم معلوم لكل ذي بصيرة .

فالمولد النبوي وذكرى الاســــراء والمعـــراج ليس فيها أي شيء يؤخر الأمة ولله الحمد فهو عمل طيب تذكيرا بالحبيب المصطفى صلاة الله وسلامه عليه ، وليس في ذلك مخالفة للشرع ولــم يأت نص يحرم ذلك ، بشرط عدم حصــول أي منكر فيه ويشمل على ذكر الله وفعل المباحات ، ونسأل الله الخير للجميع .

مرفق موقف أهل السنة والجماعة من المولد النبوي الشريف 




هذا ما وجب الرد على الحشوية الوهابية فكفوا أيديكم والسنتكم عن أهل الصلاة يا وهابية والسلام .
------------- المصادر-----------
(**) المحلى ج٢ص٣٧ طبعة دار الفكر
(***)البداية والنهاية لابن كثير ج٢،ص،٣٣٣
(1) زهر البساتين من مواقف العلماء والربانيين ج2 ص480 ط: دار العفاني .
(2) النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير (1/106-107)
(3) أخرجه مسلم (4/2059) برقم 1017 .
(4) المصدر السابق.
(5) شرح مسلم للنووي (6/154)
(6) شرح ابن رجب على الأربعين النووية .
(7) انظر شرح النووي علم مسلم (6/154) وانظر فتح الباري 13/254.
(8) العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم جــ1 ص381 ط. مؤسسة الرسالة .
(9) فتاوى الشيخ الألباني ومقارنتها بفتاوى العلماء ص332 طبعة مكتبة التراث الإسلامي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق