الاثنين، 15 يوليو 2019

الرد على مقالة :استحلال الإباضية لدماء المسلمين



الحمد لله رب العالمين ،  والسلام على مبعوث العناية وشمس الهداية حبيبي وقرة عيني ونور قلبي محمد عليه الصلاة والسلام ، وبعد فيا أخ الإسلام وصلتنا مقالة للحشوية الوهابية ضمنها بمجموعة من المفتريات والأكاذيب التي طالما تكررت علينا منهم ، حينها وجب الرد عليهم بما يبين الصواب لمن يصدق أكاذيبهم الواهية فنقول :
يقول الوهابي: يظن كثير من الناس أن الإباضية لا يستحلون دماء الأمة الإسلامية ، لمجرد أنهم يقرءون في كتبهم إنكارهم استعراض الأمة بالسيف ، ورفضهم لموقف الأزارقة في الاستعراض ،ولكنَّ هناك فرقا كبيرا بين الاستعراض والاستحلال .
و قد تعمد الإباضية أن يلبسوا على الناس فيهما لتروج بضاعتهم الكاسدة بين المسلمين .
فكما أن الإباضية يصرخون بأنهم لا يخرجون مخالفيهم من الإسلام ، ثم يخرسون عن إتمام عبارتهم وهي أنهم لا يخرجونهم أيضا عن التخليد في النار !!!!

والرد عليه : أن الإباضية من أشد الناس مخافة لله في دماء المسلمين ولم يسجل لهم التاريخ قتلهم بالظنة ولا بالهوى ، فالإباضية يرون حقن دماء المسلمين منهجاً قامت بهم دولهم ، ولم يسجل لهم التاريخ استعراضهم للناس بالسيف كما يزعم الوهابي ، ولله المنة كتب الإباضية ضجت وضمت عقائدهم وأدلتهم القوية الدامغة ليس لهم فيها بضاعة كاسدة ولا مزجاة ، وأما قضية التخليد فهي شاملة لعصاة المسلمين عصاة الإباضية وعصاة غيرهم فلا أحد فوق النص القطعي ، فهذا كتاب الله بين أيدينا فتشناه من الجلدة إلى الجلدة ما وجدنا فيه آية واحدة تنص نصاً صريحاً بخروج العصاة من النار ، وذا محل اعتراف علماء أهل السنة ومنهم الإمام السبكي حيث يقول :  " فإن السلف كانوا شديدي الخوف ولم يجدوا في القرآن خروج الموحدين من النار وكانوا يخافون الخلود .." ( الاعتبار ببقاء النار للسبكي ص73 مطبعة الترقي ) .

قال الوهابي : حيث ذكر الدرجيني في ( كتاب طبقات المشائخ بالغرب : 2/292)
نقلا خطيرا يدل على تأصل مسألة الاستحلال عند أئمتهم ، فيقول : وذكر أن الإمام عبد الوهاب رضي الله عنه قال :ذاكرت أبا مرداس في الوجوه التي يحل بها أو بأحدها إراقة دماء الموحدين !!!!فذكرت أحدها ، فتنكر وكره ،فأمسكت عن باقيها!!!ثم ذكر الإمام أربعين وجها !!وقيل سبعين وجها يحل بها دم من فعل شيئا .فكيف ولو سمعها أبو مرداس كلها على تحرجه ".

وواضح أن تحرج ابن مرداس من هذه الوجوه لأنها ليست من باب الحدود الشرعية المعروفة ،وإنما من قبيل العصبية للمعتقد الإباضي ،و الحكم على المخالف بأنه عدو الله ورسوله ونحو ذلك من ألوان البراءة التي تصل إلى استحلال القتل .
فقد رردنا سابقاً على هذه الشبهة :
الرد على شبهة الوهابية (استحلال الإباضية لدماء المخالفين من سبعين وجها )
http://alshraat85.blogspot.com/2016/12/blog-post_97.html?m=1
 ومن المخازي والطامات التي تبين ان الوهابية مجموعة من قطاع الطرق وتكفيرين ما ندينهم به من كتبهم حيث دونوه وللجهال ألقوه ومنها هجماتهم الشرسة اللاإنسانية على كل من : -
أولا : قطر .
( وفيها غزا سليمان بن عفيصان بأمر عبد العزيز بجيش من أهل الخرج وغيرهم ، وقصد قطر المعروف بين عُمان والبحرين ، فصادف غزوا منهم نحو خمسين مطية فنازلهم وقاتلهم فانهزموا ، ولحقهم سليمان وجنوده وقتلوهم إلا القليل وأخذ ركبانهم) . عنوان المجد في تاريخ نجد الجزء الأول الصفحة 179 الطبعة الرابعة مطبوعات دار الملك عبدالعزيز.


ثانيا: الشقرة .
( وفيها (أي سنة 1206 هـ) كانت غزوة الشقرة وذلك أن سعوداً سار بالجيوش الكثيفة من جميع نجد الحاضرة والبادية ، وقصد ناحية جبل شمر ، وقد ذكر له قبائل كثيرة من البوادي من مطير وحرب وغيرهم ، وهم على الماء المعروف بالشقرة قريب من جبل شمر ، فعدا عليهم سعود وأخذهم جملة وحاز منهم أموالاً عظيمة ، الإبل أكثر من ثمانية آلاف بعير ، وأخذ جميع أغنامهم ومحلتهم وأمتعتهم ، وأكثر من عشرين فرساً ، قتل عليهم عدة رجال ، ثم رحل سعود بجميع تلك الغنائم وأخرج خمسها !! وقسم باقيها غنيمة في المسلمين للراجل سهم وللفارس سهمان) .
( عنوان المجد في تاريخ نجد الجزء الأول الصفحة 179 الطبعة الرابعة مطبوعات دار الملك عبدالعزيز.)
ثالثا: الخرج.
(وفيها بعدما رجع عبدالله إلى الدرعية من هذه الغزوة سار بالمسلمين إلى ناحية الخرج فأوقع بهم وقتل منهم ستة رجال، وعقر عليهم إبلا وأغناما) .
(عنوان المجد في تاريخ نجد الجزء الأول الصفحة 133 الطبعة الرابعة مطبوعات دار الملك عبدالعزيز.)
رابعا : بلد الزلفى .
( وفيها سار على بلد الزلفى فأخذ غنمهم ولحقهم الفزع وتركها لهم ) (... وفيها غار عبدالعزيز على مساعد بن فياض وعربانه المعروفين بالنبطة من سبيع فأخذهم وهم بالموضع المعروف بالعتك بين سدير والمحمل وقتل منهم عشرة رجال منهم القروي وأولاده وأخذ أثاثهم وغنم المسلمون منهم ثمانين ذودا من الإبل وميع أمتعتهم) .
(عنوان المجد في تاريخ نجد الجزء الأول الصفحة 85 الطبعة الرابعة مطبوعات دار الملك عبدالعزيز.)


خامسا : ماء الجمانية .
( ولحقهم أولئك البوادي والجنود يقتلون ويغنمون فمنحهم الله أكنافهم وأموالهم وقتل نحو ثلاثمائة رجل وغنم منهم هادي وجنوده إبلا كثيرة وغير ذلك ، وأخذوا خيمة الشريف ومدفعه وانهزم ومن معه إلى أوطانه ، وتفرقت أعوانه وعربانه وعزلت الأخماس وأرسلوها إلى عبدالعزيز ..) .
(عنوان المجد في تاريخ نجد الجزء الأول الصفحة 214 الطبعة الرابعة مطبوعات دار الملك عبدالعزيز.)
سادسا : عربان نجران .
( وفيها غزا مبارك بن هادي بن قرملة إلى ناحية نجران فأغار على عربانه فحصل قتال وطعان فانهزمت البوادي وقتل منهم الثلاثين رجل ، وأخذ جميع أموالهم ومن الخيل أربعة عشر فرسا وعزل الأخماس وأرسلها إلى عبدالعزيز).
(عنوان المجد في تاريخ نجد الجزء الأول الصفحة 214 الطبعة الرابعة مطبوعات دار الملك عبدالعزيز.)
سابعا : منيخ والخرج والدلم ونعجان .
(فيها سار عبدالعزيز رحمه الله بجنود المسلمين إلى جهة منيخ ,فواقع أهل المجمعة وحصل بينهم مناوشة وقتال, فقتل من أهل المجمعة على بن دخان وأربعة رجال غيره وعقروا عليهم كثيراً من الدواب..) .
(عنوان المجد في تاريخ نجد الجزء الأول الصفحة 214 الطبعة الرابعة مطبوعات دار الملك عبدالعزيز).
(ثم غزا عبدالعزيز إلى الخرج فأوقع بأهل الدلم, وقتل من أهلها ثمانية رجال, ونهبوا بها دكاكين فيها أموال, ثم أغاروا على أهل بلد نعجان, وقتلوا عودة بن علي, ورجع إلى وطنه).
(ثم أن عبدالعزيز أرخص لمن معه من الرجال المشاة يرجعون إلى أهاليهم وكر راجعا وقاتل الدلم والخرج، وقاتل أهلها وقتل من فزع أهل البلد سبعة رجال وغنم عليهم إبلا كثيرة).
ثامناً : عالية نجد .
( ثم دخلت السنة الخامسة بعد المائتين والألف ، وفيها سار سعود بجنوده المنصورة وقصد علاية نجد وأغار على فرقان مطير ، رئيسهم الحميداني وأسلاف وغيرهم وهم في أرض الجريسية ، فسبقه النذير فانهزموا والقدر لا يرد عن المنهزم والواقف ، فلحقهم سعود وصحبهم بأرض الجريسية ، فركبت العربان الخيل وكر عليهم المسلمون فحصل قتال شديد فولوا منهزمين ، وقتل منهم نحو خمسين رجلا وغنم المسلمون ما معهم من الأموال والأمتعة والأثاث والزاد والإبل والغنم) .
(عنوان المجد في تاريخ نجد الجزء الأول الصفحة 172 الطبعة الرابعة مطبوعات دار الملك عبدالعزيز.)
وأيضا :
(وفيها سار محمد بن معيقل بأهل الوشم وسدير وسار معه كثير من عربان قحطان ومطير وبني حسين وكثير من الدواسر والسهول وغيرهم فسار بهم محمد الى عالية نجد فأغار على عربان بني هاجر ورئيسهم يومئذ ناصر بن شرى وهم نازلون في الحزم الراقي بين الذنانيب والثعل , ونازلهم فوقع بينهم قتال شديد فانهزم بنو هاجر وقتل منهم عدة قتلى منهم رئيسهم ناصر المذكور , واخذ جميع اموالهم من الابل والغنم والامتاع والازواد مما يخرج عن العد والاحصى وعزل محمد بن معيقل خمس الغنيمه وارسلها الى عبدالعزيز وقسم باقيها في غزوه للراجل سهم وللفارس سهمان ( . عنوان المجد في تاريخ نجد الجزء الأول الصفحة 130 الطبعة الرابعة مطبوعات دار الملك عبدالعزيز.)
تاسعا :الهجوم على بلدة حرمة .
(ففرق عبد الله رجالا في بروج البلد، والبروج التي على السور وعلى الدور وعلى بيبان القلعة والجموع في متارسها، فلما انبلج الصباح ونادى أذان الفجر: (حي على الصلاة) أمر كل صاحب بندق يثور ما في بطنها؛ فثوروا البنادق دفعة واحدة، فارتجت البلد بأهلها وأسقط شيء من الحوامل) .
(عنوان المجد في تاريخ نجد الجزء الأول الصفحة 132 الطبعة الرابعة مطبوعات دار الملك عبدالعزيز).
عاشرا : الهجوم على صبحا .
(... وفيها سار عبدالعزيز بجنود المسلمين وقصد آل حبيش من العجمان وهم في صبحا المعروفة قرب سدير ، فأغار عليهم وأخذ عليهم إبلا كثيرة وقتل من الأعراب عدة رجال ).(عنوان المجد في تاريخ نجد الجزء الأول الصفحة 118 الطبعة الرابعة مطبوعات دار الملك عبدالعزيز)
الحادي عشر : الهجوم على الرياض .
(وفيها سار سعود إلى الرياض فأخذ سارحة أغنام ، وفزع اهل البلد وحصل بينهم قتال ، فوقعت عليهم هزيمة قتل من أهلها سبعة رجال منهم مرخان بن فريان وعبدالله الساري) .
( عنوان المجد في تاريخ نجد الجزء الأول الصفحة 118 الطبعة الرابعة مطبوعات دار الملك عبدالعزيز)
الثاني عشر : الهجوم على قبائل ظفير وأحلافهم .
(...وغنم المسلمون منهم غنائم عظيمة ، واستأصل سعود أكثر أموالهم وحازها ، فالأغنام نحو سبعة عشر ألف ، والإبل خمسة الآف ، والخيل خمسة عشر فرسا ، وأخذ جميع ما في محلتهم من الأثاث وغير ذلك ، وقتل منهم قتلى كثيرة من الفرسان والرجال منهم : دهام أبا ذراع وثواب بن حلاف وغيرهم ، واخذ سعود خمس الغنيمة ، وقسم الباقي في المسلمين ، للراجل سهم ، وللفارس سهمان) .
(عنوان المجد في تاريخ نجد الجزء الأول الصفحة 146 الطبعة الرابعة مطبوعات دار الملك عبدالعزيز)
الثالث عشر: حماد المديهيم
(... وذلك أن عبدالعزيز سار بالمسلمين إليهم ومعه غزو من أهل الرياض ، مع دواس بن دهام ، فأغار عليهم وهم على جراب الماء المعروف قرب سدير ، فاستأصل جميع أموالهم وقتل منهم نحو الثلاثين رجلا وقتل من الغزو رجال منهم : المغيليث ، وركاب الغزو لا تزيد عن المائة والثلاثين ) .
(عنوان المجد في تاريخ نجد الجزء الأول الصفحة 92 الطبعة الرابعة مطبوعات دار الملك عبدالعزيز)
الرابع عشر: الهجوم على سدير وجلاجل.
(وفيها عزا عبد العزيز سدير وعدا على جلاجل ، وأخذ سوارح غنمهم ، وحصل بينهم قتال وقتل منهم سبعة رجال) .
(عنوان المجد في تاريخ نجد الجزء الأول الصفحة 78 الطبعة الرابعة مطبوعات دار الملك عبدالعزيز.)
الخامس عشر: الهجوم على أهل الوشم
(وفيها سار محمد بن معيقل صاحب شقراء بأهل الوشم وغيرهم وقصدوا بوادي عتيبة وهم فوق مران الماء المعروف دون مكة المشرفة وأخـــذ عليهم أبلاً كثيرة )
(عنوان المجد في تاريخ نجد الجزء الأول الصفحة 213 الطبعة الرابعة مطبوعات دار الملك عبدالعزيز.)
السادس عشر : الهجوم على الحرة في الحجاز.
(وفيها سار سعود رحمه الله تعالى بجنوده المنصورة وأغار على عربان مجتمعة من عتيبة ومطير وهم في الحرة المعروفة في الحجاز ورئيسهم أبو محيور العتيبي ،فدهمهم فيها وهربوا في الحرة وحصل قتال شديد فأخذ عليهم نحو مائة بعير واغناماً كثيرة ، وكثير من الأمتعه والازواد ، وقتل أبو محيور المذكور والقدح من رؤساء مطير في نحو ثلاثين قتيلاً وقتل من المسلمين رئيس خيالة سعود).
(عنوان المجد في تاريخ نجد الجزء الأول الصفحة 213 الطبعة الرابعة مطبوعات دار الملك عبدالعزيز)
السابع عشر : الهجوم على وادي الدواسر
( وفيها غزا قاعد بن ربيع بن زيد رئيس وادي الدواسر فصبح عربان بني هاجر فقتل منهم نحو أربعين رجلا ، وأخذ إبلهم وأغنامهم وما عندهم من الخيل والأموال)
عنوان المجد في تاريخ نجد الجزء الأول الصفحة 213 الطبعة الرابعة مطبوعات دار الملك عبدالعزيز
فهذا تاريخ الوهابية على منهج الأزارقة وهم ورثتهم فأين التجديد؟؟ وأين هدم القبب ؟؟ وأين الشركيات ؟؟ أموال للمسلمين تُخمّس ، ودماء تهدر ورؤس تنحر وأجساد متناثرة ! ثم يقولون أنهم أتوا بالتوحيد؟؟ (الا بعدا لمدين كما بعدت ثمود!
يقول الوهابي : و قال الدرجيني في ( كتاب طبقات المشائخ بالغرب : 2/215) في ترجمة أبي بلال مرداس ابن أدية وروى أن غيلان بن خوشت الضبي سمر ذات ليلة عند ابن زياد ومعه جماعة "  فذكر أمر أبي بلال وأصحابه ، فأحنى عليهم غيلان ، ثم انصرف بعد الليل إلى منزله ، فلقيه أبو بلال ، فقال له : يا غيلان ! قد بلغني ما كان منك الليلة عند الفاسق ، من ذكر هؤلاء القوم الذين يشرون أنفسهم ، ابتاعوا آخرتهم بدنياهم ،ما يؤمنك أن يلقاك رجل أحرص والله على الموت منك على الحياة ، فينفذ حصنك برمحه ؟! فقال غيلان : لن يبلغك أني ذكرتهم بعد الليلة ".، ثم قال الوهابي معقباً : وهذا تهديد صريح بالقتل لمجرد أن الرجل ذكرهم بسوء وذمهم في مجلس الوالي . فمتى كانت عقوبة سب المذهب والطعن في أهله هي القتل إلا عند الإباضية ؟!!وهل يكون ذلك إلا بعد استحلال دم كل طاعن في المذهب ؟!
فالجواب  :  أن مقالة ابن بلال رضي الله عنه للرجل ليس لكونه مخالف للمذهب الإباضي وغيره، بل لأن الرجل يخبر الطغاة والبغاة والجبابرة كابن زياد عن المسلمين وشؤونهم حتى يقتلهم فالحاصل أن الحقيقة هنا أن الرجل يسعى مع الظلمة الجبابرة لقتل المسلمين ويكون مشاركاً في مقتلهم سيما وأن الدعوة كانت تمر بمرحلة من السرية ولا يخفى على التاريخ ما حصل بين الإمام أبي بلال مرداس بن حدير رحمه الله وبين ابن زياد  حينما سار ومعه أربعون رجلا من أتباعه حتى نزلوا بآسك، وقد أعلن أنه وأصحابه لن يخيفوا أحدا أو يجردوا سيفا ولا يقاتلوا إلا من بدأهم بالقتال. ولكن ابن زياد لم يرتض هذا العمل من أبي بلال فأرسل إليه جيشا مكونا من أربعة آلاف رجل بقيادة عباد بن أخضر فقتلهم جميعا وكان ذلك في سنة 61 هجرية ، ( الكامل في التاريخ لابن الأثير ج4ص94) ،   فكيف يتجاهل الوهابي هذه الحقائق وأين في المقالة هنا استحلال دم المخالف والطاعن ؟! فما هذا البلاء ، نسأل الله السلامة  .  .


يقول الوهابي : وقال الدرجيني في ( كتاب طبقات المشائخ بالغرب : 2/225)  في ترجمة أبي بلال مرداس بن أدية : وقال أبو سفيان : مر أبو بلال يوما بجماعة من قومه في ناديهم على فرس له ، فوقف فسلم ،قال : فقال شاب منهم : يا أبا بلال فرسك حروري .
فقال أبو بلال : وددت – والله – أني أوطأته بطنك في سبيل الله !!!!!قال : فمضى أبو بلال وقد وقع في نفس الفتى قولة أبي بلال . قال : فقال لأصحابه : إني مقتول . قالوا : لا تخف .قال : دعوني إني مقتول . قال : فمشت إليه جماعة منهم بالفتى .فقالوا : يا أبا بلال ! زلة كانت ، فاصفح عنها . قال : فعلت ، ولكن يا فتى ! إذا كنت في مجلس فأحسن حملان رأسك ".!!!
وهكذا يصل الأمر في المذهب الإباضي إلى أن يهدر دم المسلم لأنه سب فرس الإباضي  فكيف إذا سب الإباضي نفسه ؟!!!
والجواب  : أن جواب أبي بلال للرجل عبارة عن  تهديد له لأنه طاعن في الدين فارجع إلى أحكام الطاعن في الدين عند علماء المذاهب الأربعة!! ولا يمكن حمل الطاعن في المخالف بل قد يكون الطاعن في الدين من نفس المذهب ولا يقصد الرجل بذلك فرس الإباضي كما فهم الوهابي بل يقصد التشريك لأبي بلال كونهم يرون ويروون المروق لأهل حروراء وهم أهل النهروان رضي الله عنهم وهم سلف أبي بلال مرداس ، فالطعن هنا طعن في الدين ليس في المذهب والطاعن في الدين عند الحشوية وأهل السنة حكمه القتل   وراجع  ( ، تقريب الصارم المسلول على شتائم الرسول – لابن تيمية -  ص156  - ط : دار الاعلام الدولي ) ، يقول القرطبي في تفسيره قوله تعالى : (وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ۙ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ) استدل بعض العلماء بهذه الآية على وجوب قتل كل من طعن في الدين  ، إذ هو كافر . والطعن أن ينسب إليه ما لا يليق به ، أو يعترض بالاستخفاف على ما هو من الدين ، لما ثبت من الدليل القطعي على صحة أصوله واستقامة فروعه .( تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن ج4 ص53 ).
يقول الوهابي : وقال الدرجيني في ( كتاب طبقات المشائخ بالغرب : 2/336-33
في ترجمة الشيخ أبي مسور يسجا بن يواجين اليراسني : وسنذكر في هذا الفصل نبذا من أخباره التي هي علم في الفضل ، دالة على ما كان عليه من السيادة والنبل .فمن ذلك ما يذكر أنه حضر مجلسا حضره جمع وافر من أهل جزيرة جربة ، وهبيتها ونكارها ، وكان فيمن حضر من النكار رجل يقال له : خلف بن أحمد ، وهو خال لأبي مسور ،فكان النكار يقعون في أبي مسور ، يقولون : رجل غريب ما عسى أن يكون له من القدر ؟ في أنواع من قبح القول ، وضروب من الهمز واللمز ، بحيث يسمع ، وبحيث لا يسمع ، فكان يتغافل عنهم وينزه سمعه من أن يصغي إليهم ، وينزه لسانه عن مجاوبتهم . فبلغ ذلك أهل المذهب في الأقطار ، فاستعظموا ذلك.
قيل : وكان حينئذ أهل الجزيرة إذا اختلفوا كان محفلهم واحدا ، وهبيتهم ونكارهم ،فبينما هم ذات يوم مجتمعين وقد احتفل مجلسهم ،إذا بكتاب قد ورد إلى أبي مسور من قبل زواغة البادية ، ومن معهم من الوهبية، فقرأ الكتاب ، فإذا فيه : قد سمعنا يا شيخ أن النكار يقعون فيك ويهمزون ويلمزون ، ويتحركون في أمرك ويتحاولون أذاك ، فإن صح ذلك فأخبرنا نلق عنا ثيابنا ونصرخك ، وليس علينا غير الأزر والسلاح ، رغبة في نصرتك ، وقرعا لمن يرومك ويحاول ضيمك !!!فقال : لم أسمع بهذا أو لا لي به علم . قيل : ولم يفرغ من قراءة الكتاب المذكور إلا وكتاب آخر قد ورد من جهة دمر ، فقرأه أيضا فوجد فيه : يا شيخ بلغنا أن النكار يتحركون ويسيئون إليك ويلوكون أمرك ،فإن صح ذلك فأخبرنا نصرخك بعسكر يكون أوله عندك وأخره عندنا !!!!فقال أبو مسور : مالي بهذا علم ، ولم يفرغ من قراءة الكتاب الثاني إلا وكتاب ثالث قد ورد من جهة جبل نفوسة ،فيه مثل ما في الكتابين المتقدمين ، إلا أنهم قالوا : فإن صح ذلك فأخبرنا نكسر أغماد السيوف ونصلك والسيوف مصلتة في أيدينا !!!!
فقال : لا علم لي بذلك ، ولم أسمع به .وكل ذلك في مجلس واحد كما ذكر ، كأنهم تواعدوا ،وكل ذلك لرغبتهم في نصرة الدين!!!والذب عنه !!!وكثرة الحزم !!!والتحفظ عنه ، وعن القبيلة !!!قيل : فكان خلف ابن أحمد بعد ذلك يقول : ابن أختي إمامنا أجمعين ، لحمي ودمي ، رئيس الكل ،وجعل يكرر ذلك في مجالسه ، وحيثما حضر ، وكان عميد القوم وفقيههم " .
فانظر كيف بلغ الأمر بهم أن يواجهوا أهل جزيرة بالحرب لأجل مسبة تقال في أحدهم ؟!!بينما يسبون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلعنونهم ويذمونهم في كتبهم وأشعارهم ، ويزعمون أن الصحابة إنما هم أهل النهروان لا من قاتلهم !!!ولا تسمع منكرا منهم لذلك ولا معترض .قاتلهم الله أنى يؤفكون.
والجواب  : هذا طاعن في الدين وليس في المذهب ،  فالزاني والباغي والمجرم قد يكونوا من نفس المذهب فلا علاقة لذلك في المخالف ، سيما وأن القصة تذكر قولهم ( وكل ذلك لرغبتهم في نصرة الدين، والذب عنه ، وكثرة الحزم ، والتحفظ عنه ، وعن القبيلة) فالمسبة هناك استنقاص للرجل لكثرة القدح فيه وفي قبيلته وفي دينه وهذا لعمري درء للفتنة أن تقام بين الوهبية والنكارية ، وأما مسألة سب الصحابة في أشعارهم وكتبهم ، فهذا دجل طالما سمعناه ودندنة وشنشنة لا تنم إلا على جهل ، فهل سب الصحابة إلا سلف الوهابية بنو أمية وهل تسموا بالسنة إلا تسنناً بسنة لعن الإمام عل بن أبي طالب وسبه وشتمه على المنابر وهذه السنة سنها لهم معاوية ومن جاء بعده من أحداث بنو أمية ، وأما أهل النهر فمنهم صحابة نعم وقد نصروا علياً في الجمل وصفين ، وظهرت صدق مقالتهم في أنكار حكومة الحكمين عندما ظهرت ما آلت إليه أسرة الإمام علي ومحبيه الحسن والحسين وغيرهم من تنكيل وتشريد وقتل ، وهذه كنب الحشوية ضمت من الطعن في الصحابة ما لا يخفى  وهذا ابن تيمية في منهاج السنة طعن في الإمام علي وفي كتب الوهابية الحشوية مما تضج بطعونهم في الصحابة الثوار على عثمان بن عفان وتكفيرهم وهذا هو الخزي المبين .




يقول الوهابي  : وذكر الدرجيني في ( كتاب طبقات المشائخ بالغرب : 2/347)
عن فتوح بن أبي حاجب المزاتي :  وعن فتوح رحمه الله أنه سمع رجلا يطعن في دين الوهبية من المخالفين ،فغضب ، وأخرجه ذلك ،وأحنقه ، حتى قال : ما ههنا أحد من أولاد المشومات ؟!فسمعه جماعة من شبان مزاتة وفتاكهم ، ممن يغضب لغضبه ، فعلموا أنه عرض بفعلة تفعل بالرجل [أي القتل] وأنه رأى أن دمه مباحاً .!!!!! [كذا بالنصب!] فلما كان الليل نام الرجل في أعلى داره فتسوروا إليه وخنقوه حتى مات !!!وذلك في بعض قرى بعض الزاب ،فلما مات رموا به في الزقاق فلما أصبح وجده الناس لا روح فيه ،ففتشوا ليجدوا فيه أثر جرح أو ضربة فلم يجدوه ،  فقالوا : والله ما قتله إلا الملائكة ، قيل ثم إن الفاعلين لذلك مروا بالشيخ بعد عام ، فوجدوه يدرس زرعا ، فقالوا : يا شيخ ! هل هنا أحد من أولاد المشومات؟! يذكرونه فعلتهم ،فأثنى عليهم !!! وشكر فعلتهم ".!!!فانظر ما أرخص دماء المخالفين عندهم !!!فلمجرد غضب شيخهم من طعن المخالف في مذهبه نادى في قومه معرضا بقتل الرجل ، فلم يتأخروا عن ذلك ، حتى خنقوا الرجل وهو نائم وألقوه في الزقاق ميتا .ثم تبقى فعلتهم أمرا يفخرون به عند لقيا شيخهم فيكيل لهم الثناء والشكر على حسن ما فعلوه من قتل تلك النفس المسلمة .فتبا له من مذهب غال ، وشيخ ضال . وأتباع جهال !!
فالجواب  : أن الرجل المقتول هذا طاعن في الدين لا المذهب فالطاعن قد يكون من نفس المذهب فكيف بمن يقذفهم ، ومع ذلك فلا يوجد تنصيص يأمر بقتل المخالف لمجرد المخالفة للمذهب الإباضي بل كل ما يعتبرها الوهابي أدلة لم أجد فيها إشارة لقتل المخالف عند الإباضية ، وأقولها بصريح العبارة أن سلف الوهابي هذا هم من يقتلون الناس وهم يصلون كما يذكر ابن غنام ذلك في تاريخ نجد  بما نصه : " فمُلي قلب عثمان من ذلك رعباً وزاّد ما فيه من الحقد، وزين له الشيطان أن يفتك بالمسلمين، ويجليهم لأقصى البلدان، فأرسل إلى ابن سويط وإلى إبراهيم بن سليمان رئيس ثرمداء يدعوهما للمجيء عنده لينفذ ما عزم عليه من الإيقاع بالمسلمين.  فلما تحقق أهل الإسلام ذلك، تعاهد على قتله نفر، منهم : حمد بن راشد وإبراهيم بن زيد ، فلما انقضت صلاة الجمعة، قتلوه في مصلاه بالمسجد»أ.هــ ( انظر تاريخ نجد ص103 طبعة دار الشوق " . فانظر رحمك الله كيف أنهم قتلوه في مصلاه ولم تمنعهم حرمة بيوت الله عن الدماء ولله الشكوى .
ونجد ابن تيمية الحراني يوافق كلام ابن خزيمة في قتل المخالف لهم في الاعتقاد  حيث يذلك مقالة ابن خزيمة: " وقال محمد بن إسحاق بن خزيمة - إمام الأئمة - : من لم يقل : إن الله فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه وجب أن يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه ثم ألقي على مزبلة لئلا يتأذى به أهل القبلة ولا أهل الذمة . [  ( مجموع فتاوى ابن تيمية ج5 ص 139- مجمع الملك فهد) . فيا ترى كم من مسلم منزّه لله سوف يقتله الوهابية الحشوية والجميع يعلم أن الأمة اجتمعت على وجوب تنزيه الله عن الجهات والأماكن الأشعرية والماتريدية والإباضية والشيعة وشذت عن ذلك الحشوية ؟!
ويقول حسن بن جمال بن أحمد في كتابه لمع الشهاب في سيرة محمد بن عبدالوهاب متفاخراً بقول عبدالعزيز لسعدون بن عرعر ما نصه : " لأن القتل الشنيع هو الذي ذلل لنا رقاب قبائل نجد كما علمنا بلك شيخنا محمد بن عبدالوهاب " أ.هـ ( انظر لمع الشهاب ص128 ) .
ويقول المؤرخ الجبرتي متحدثا عن شنائع الوهابية : " فحاربوا الطائف وحاربهم أهلها ثلاثة أيام حتى غلبوا فأخذ البلدة الوهابيون، واستولوا عليها عنوة وقتلوا الرجال وأسروا النساء والأطفال وهذا دأبهم مع من يحاربهم " .( عجائب الآثار في التراجم والأخبار المجلد الثالث الصفحة 373 مكتبة دار الكتب المصرية بالقاهرة) .




وها أنا أذكر حكم من خالف الوهابية : "  أن هذا الدين، الذي قام به الشيخ محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله تعالى، ودعا إليه إمام المسلمين سعود بن عبد العزيز، من توحيد الله، ونفي الشرك، الذي ذكره في هذا الكتاب، أنه هو الحق الذي لا شك فيه ولا ريب، وأن ما وقع في مكة والمدينة، سابقا، ومصر والشام وغيرهما من البلاد إلى الآن، من أنواع الشرك المذكورة في هذا الكتاب، أنه: الكفر، المبيح للدم والمال والموجب للخلود في النار; ومن لم يدخل في هذا الدين، ويعمل به، ويوالي أهله، ويعادي أعداءه، فهو عندنا كافر بالله واليوم الآخر، وواجب على إمام المسلمين والمسلمين، جهاده وقتاله، حتى يتوب إلى الله مما هو عليه، ويعمل بهذا الدين " ( الدرر السنية في الأجوبة النجدية ج1 ص314 الطبعة السادسة).
بل وتعدى الأمر عند الوهابي مجدد الوهابية بأنه يتآمر على قتل أخيه   كما صرح محمد بن عبدالله الحنبلي في  كتاب السحب الوابلة ما نصه : "  وسمي الشيخ سليمان رده على أخيه فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبدالوهاب وسلمه الله من شره ومكره مع تلك الصولة الهائلة التي أرعبت الأباعد ، فإنه كان إذا باينه أحد ورد عليه ولم يقدر على قتله مجاهرة يرسل إليه من يغتاله في فراشه أو في السوق ليلا لقوله بتكفير من خالفه واستحلاله قتله، وقيل إن مجنونًا كان في بلدة ومن عادته أن يضرب من واجهه ولو بالسلاح، فأمر محمدٌ أن يعطى سيفًا ويدخل على أخيه الشيخ سليمان وهو في المسجد وحده، فأدخل عليه فلما رءاه الشيخ سليمان خاف منه فرمى المجنون السيف من يده وصار يقول: يا سليمان لا تخف إنك من الآمنين ويكررها مرارا، ولا شك أن هذه من الكرامات ". ا.هـ ( السحب الوابلة ص275 طبعة مكتبة الإمام أحمد ) .
وحسبك أن ترى مفاخر الوهابية في كتبهم بما نصه : " " ففر أهل الرياض في ساقته الرجال والنساء هربوا على وجوههم إلى البر وقصدوا الخرج وهلك منهم خلق كثير عطشا وجوعا " ( عنوان المجد في تاريخ نجد الجزء الأول الصفحة 119 الطبعة الرابعة مطبوعات دار الملك عبدالعزيز).

فمبدأ تكفير الوهابية وتشريكهم لأهل القبلة متأصل وواضح  وقد دلل عليه التويجري كما في كتاب غربة الإسلام حيث يقول ما نصه :" إن أكثر المنتسبين للإسلام في هذه الأزمان ليس معهم من الإسلام ما يعصم الدم والمال مثل إسلام المنافقين ..." ( غربة الإسلام ص144 –طبعة دار الصميعي ) .

قلت – وأنا القائل – وهذه مقالة ابن غنام  حيث يقول ابن غنام : " “كان أكثر المسلمين – في مطلع القرن الثاني عشر الهجري – قد ارتكسوا في الشرك وارتدوا الى الجاهلية، وانطفأ في نفوسهم نور الهدى، لغلبة الجهل عليهم واستعلاء ذوي الاهواء والضلال، فنبذوا كتاب الله تعالى وراء ظهورهم، فعدلوا الى عبادة الأولياء والصالحين: أمواتهم وأحياءهم يستغيثون بهم في النوازل والحوادث، ويستعينونهم على قضاء الحاجات وتفريج الشدائد، وأحدثوا من الكفر والفجور والشرك بعبادة أهل القبور، وصرف النذور اليهم والابتهال بالدعاء لهم، ما زادوا به على أهل الجاهلية.. ولقد حدث الغي والضلال والتغيير في الدين منذ زمن قديم، ولقد انتشر هذا الضلال حتى عم ديار المسلمين كافة ". ( ابن غنام ، تاريخ نجد ص 13 -14 مطبعة دار الشروق) .
فلذلك تجد الوهابية يرون إشهار السلاح على المخالفين لهم كما دلت بذلك كتبهم كما في كتاب التوحيد للغنيمان حيث يقول عن الاشعرية " وقد يصل الأمر أحياناً إلى شهر السلاح" ..( كتاب التوحيد عبدالله الغنيمان ج1) .
فالحاصل بأنه لا يريد الوهابية محاربة النصارى فالمراد فقط محاربة المشركين- المسلمين العرب - : "..وفي نهاية هذه الحملة أرسل القائد البريطاني كتابا إلى الإمام سعود يرجوه فيه أن يمنع رجاله من الاشتراك في أعمال القرصنة ، فأجابه الإمام أنه لا يريد محاربة المسيحيين ولا " التحرش" بالسفن التي ترفع العلم البريطاني ." ( تاريخ البلاد العربية السعودية – الدولة السعودية الأولى ج3 ص82 للاستاذ الدكتور منير العجلاني ).
ولقد كان ابن سعود يشارك كثيرا من أنصاره معتقدهم ولكنه يختلف عنهم في أنه لا يندفع بغير روية ...وذات مرة طلب منه الدويش أن يعلن الجهاد ضد الإنجليز ، ولكن ابن سعود رفض  ذلك ..." ( عبدالعزيز آل سعود سيد الجزيرة العربية تاليف س. أرمسترونج تقديم البرفسور يوسف نور عوض ص188). ولعل هذا كاف لمعرفة حقيقة الوهابية .
يقول الوهابي  : وقال الدرجيني في ( كتاب طبقات المشائخ بالغرب : 2/479) في ترجمة أبي محمد عبد الله بن محمد اللواتي ، عند ذكر بعض أقواله ووصاياه : واحذورا غمض الحق وتغميضه ،فإن من سفَّه مقالة المسلمين فقد طعن وأباح دمه !وتسفيه سيرهم وآثارهم كل ذلك طعن في الدين ". وهكذا تتساقط أكذوبة التسامح عند الإباضية.
والجواب  : أن هذا الكلام لا مطعن ولا مغمز فيه ولا يخدم فكرة الوهابي فيما يذهب ، إذ أن الكلام واضح في الطعن للدين لا المذهب  وليس فيه إشارة لإباحة دماء المخالفين ، فالطاعن في سير المسلمين وأئمته  وخلفائهم هذا طعن في الدين ، وحكم الطاعن في الدين القتل   ولا أعيد لذلك بل أزيد كما أشرنا لذلك لقول القرطبي كما في (الجامع لأحكام القرآن ج4ص53، وراجع قول ابن تيمية كما في الصارم المسلول ص156 ط.دار الاعلام الدولي ) . 
فعلام هذه القعقعة التي أحدثها الوهابي في قوله تتساقط أكذوبة التسامح عند الإباضية  ، وحسبك أن تعلم أن الوهابي بلغ من الجهل مبلغاً بجهله للتاريخ فلا يعلم تسامح الإباضية منذ نشأتهم كما قامت دولهم وإماماتهم فما يحل المذهب الإباضي في أرض إلا وعمّ وحلّ العدل والتسامح لإن هذه ركائز العدل التي قام عليها المذهب هي من أسس بقاءه ليومنا وإلى ان تقوم الساعة بإذن الله .
[ غير أنني أتحدى الوهابية جميعهم انسهم وجنهم أن يحضروا لنا نصاً صريحاً يقول فيه الإباضية بجواز قتل المخالف للمذهب الإباضي وهم عاجزون  ]

 وسأذكر من كتب الإباضية ما يثبت صدق تسامحهم ، فالسادة الإباضية من أكثر المذاهب الإسلامية احتراماً لرأي المخالفين فهم يعرضون أدلتهم بحلم وعلم وعدل ، وهم والله يطلقون على مخالفيهم تأدباً مصطلح ( قومنا  ) ، في حين يطعن فيهم غيرهم ويرمونهم بالمروق والخوارج وغير ذلك من الأكاذيب التي تناقلوها سنون طويلة .
أولاَ : يقول الإمام نور الدين السالمي رحمه الله كما في تحفته : " ونرى حق الوالدين وحق ذي القربي وحق اليتامى وحق المساكين وحق أبناء السبيل وحق الصاحب وحق الجار ، وحق ما ملكت أيماننا أبراراً كانوا أو فجاراً ، ونؤدي الأمانة إلى من أستأمننا عليها من قومنا أو غيرهم ، ونوفي بعهود قومنا وأهل الذمة وغيرهم .... ولا نرى استعراض قومنا بالسيف ما داموا يستقبلون القبلة ، ولا نرى قتل الصغير من أهل قبلتنا ولا غيرهم  ... " .( تحفة الأعيان – السالمي – ج1ص66 ) .
ثانياً : يقول أبي الحسن البسيوي في جامعه : " وسئل عن دماء أهل القبلة ما يحلَ من ذلك وما يحرم ؟ قيل له : لا يحل من دماء أهل القبلة شيء بعد إقراراهم بالإسلام .... ) ، ( جامع أبي الحسن البسيوي ج1 ص696- كتاب أصول الدين ) .
ثالثاً:  يذكر البلاذري خطبة طالب الحق عبد الله بن يحيى الكندي رحمه الله قوله – أي طالب الحق -  : " ندعوا إلى الله ، وإلى كتابه ، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ونجيب من دعا إليها ، الإسلام ديننا ومحمد نبينا والكعبة قبلتنا والقرآن إمامنا ، رضينا بالحلال حلالاً لا نبغي به بدلا ، ولا نشتري به ثمنا ، ولا قوة إلا بالله ، وإلى الله المشتكى وعليه المعول " . ( راجع انساب الأشراف ج9 ص288 – طبعة دار الفكر ).
ولا يفوتنا أن نذكر وصية طالب الحق لأبي حمزة المختار بن عوف وصيته له : " إذا خرجتم فلا تغلوا ولا تغدروا واقتدوا بسلفكم الصالحين وسيروا سيرتهم  ، فقد علمتم أنه إنما أخرجهم على السلطان العيب لأعمالهم " ( أنساب الأشراف 9/285) .

رابعاً : تقول د.لطيفة البكاري في كتابها حركة الخوارج بعد حديثها عن طالب الحق  : "  وتؤكد هذه المعاملة مدى تسامح ابن يحيى واعتداله في معاملة اعدائه حتى من  عملاء السلطة  ورغم أن الاصفهاني يذكر أن أصحاب ابن يحيى من الإباضية هم الذين نصحوه بالاقتداء بسيرة أسلافه الصالحين وعدم الغلو والغدر ..." (  حركة الخوارج – د. لطيفة بكاري ص 274).
خامساً : يقول الإمام أبو زهرة في تاريخ المذاهب الإسلامية م نصه : " وجملة آراء الإباضية ...دماء مخالفيهم حرام ، ودارهم دار توحيد , وإسلام ، إلا معسكر السلطان ولكنهم لا يعلنون ذلك ، فهم يسرون في أنفسهم أن دار المخالفين ودماؤهم حرام ،.....تجوز شهادة المخالفين ومناكحتهم والتوارث بينهم وبن الخوارج ثابت ومن هذا كله يتبين اعتدالهم وإنصافهم لمخالفيهم " . ( راجع تاريخ المذاهب الإسلامية – الإمام محمد أبو زهرة – ص74 طبعة دار الفكر العربي ) .
سادساً : يذكر المبرد في الكامل عن ابن إباض ومقالته قائلاً : " وقول عبد الله بن إباض ، وهو أقرب الأقاويل إلى السنة من أقاويل أهل الضلال  " . ( الكامل – المبرد ص107- اصارات وزارة الشؤون الإسلامية والاوقاف والدعوة والإرشاد ) .
سابعاً : يذكر ابن عبد ربه في العقد الفريد مقالة مشهورة للإمام مالك بن أنس حينما شهد وسمع خطبة الإمام الشاري أبي حمزة رحمه الله ، قال ابن عبد ربه : " قال مالك بن أنس رحمه الله : خطبنا أبو حمزة خطبة شك فيها المستبصر وردت المرتاب ) . ( راجع العقد الفريد ص198 – طبعة المكتبة العصرية .
قلت – وأنا القائل – وقد أعجبني قول قطب الأئمة رحمه الله في شرح النيل عن قول الإمام مالك ما نصه : " قال مالك خطبنا أبو حمزة خطبة شككت المبصر وردت المرتاب – يعني أن البصير في مذهب الخلاف صار بها شاكاً فيه ، ومن ارتاب فيه ورجع إلى مذهب أبي حمزة  " ( شرح النيل – ج17 ص623 ) ، ولذلك تعقب الإمام السالمي مقالة الإمام مالك كما في التحفة  بقوله : " خطبنا أبو حمزة المختار بن عوف خطبة حيرت المبصر وردت المرتاب يعني أن البصير في دينه المخالف لأبي حمزة صار بعد سماع خطبته محتاراً غير مبصر لما سمع فيها من الحجج الباهرة والبراهين القاهرة الناقضة لما هو عليه من سوء الاعتقاد وأن المرتاب في مذهبه رجع بسماع خطبة أبي حمزة إلى مذهب الحق وترك ما كان عليها من الريب وكان يشير بالمبصر إلى نفسه فهذا من قوله يدل على أنه صار محتاراً في مذهبه حيث لم يستطع جواباً لحجج أبي حمزة ولا دفاعاً للحق الذي نطق به والحق إذا قام صرع معانده وليته ترك الحيرة وأخذ بالبصيرة .." ( راجع تحفة الأعيان ج1 ص13 – مطبعة الشباب ) .
ثامناً : يقول العلامة أطفيش رحمه الله : " التوحيد عاصم لدم الموحد وماله وسبيه ومن أحل مال الموحد أو سلبه أشرك" (الذهب الخالص.ص28).
ولعل في ذلك كفاية لكل عاقل فيما أوردناه من الأدلة على نقاء المذهب الإباضي وبراءته من دماء المسلمين وليس كما يزعم الوهابي حينما فندنا شبهاته ولله الحمد.
والحمد لله على نيل الهدى فلا وجه حق للمعترض فيما قال إن هو ضرب من الخيال ليس فيه حجة يدينها على الإباضية.  وبهذا وقد أكملنا سلسلة الردود على مقالة الوهابية ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
ونسأل الله التوفيق
أنصار الحق الإباضي